كل رجل يحس بأنه الفارس في الدرع اللامع!
في أعماق كل رجل يوجد بطل أو فارس في درع لامع. و هو يريد أكثر من أي شيء أن ينجح في
خدمة و حماية المرأة التي يحب. فحين يشعر بأنها تثق به, يكون باستطاعته أن يلمس هذا الجزء
النبيل من نفسه. و يصبح أكثر رعاية. و حين لا يشعر بأنه موثوق به يفقد بعضا من حيويته و طاقته.
تخيلي فارسا في درع لامع يتجول في الأرياف. ثم يسمع فجأة امرأة تسنجد في ألم.و في لحظة
يستعيد حيويته, و يسرع إلى قلعتها, حيث تكون هي محاصرة بتنين. و يسحب الفارس النبيل
سيفه و يقتل التنين. و نتيجة لذلك يستقبل بحب من الأميرة.
و عندها تفتح الأبواب و يلقى الترحاب و الإحتفاء به من قبل عائلة الأميرة و أهل المدينة. و تقدم
إليه الدعوة إلى العيش في المدينة و يتم الإعتراف به كبطل. و يقع هو و أميرته في الحب.
و بعد شهر يذهب الفرس النبيل في رحلة أخرى. و في طريق عودته يسمع أميرته تطلب النجدة.
لقد هاجم القلعة تنين آخر. و حين يصل الفارس يسحب سيفه و يقتل التنين.
و قبل أن يسدد, تصرخ الأميرة من البرج:"لا تستعمل سيفك, استعمل هذه الأنشوطة. إنها ستعمل بطريقة أفضل".
و ترمي إليه الأنشوطة و تشير إليه بالتعليمات لكيفية إستعمالها. و يتبع تعليماتها بتردد. ثم يلفها
حول عنق التنين و يسحب بشدة. و يموت التنين و يبتهج الجميع.
و في حفل العشاء يشعر الفارس بأنه لم يفعل شيئا في الحقيقة. بطريقة ما, لم يكن يشعر حقا
بأنه يستحق ثقة المدينة و إعجابها لأنه إستعمل أنشوطتها و لم يستعمل سيفه. و بعد الحادثة
يكون مكتئباً و ينسى أن يلمع درعه.
و بعد شهر يذهب أيضا في رحلة أخرى. و عند مغادرته بسيفه, تذكره بأن يكون منتبها و تطلب منه
أن يبقي معه الأنشوطة. و في طريق عودته إلى البيت يرى أيضا تنينا آخر يهاجم القلعة. و في هذه
المرة يهرع متقدما بسيفه و لكنه يتردد, و يفكر أنه ربما من الأفضل أن يستعمل الأنشوطة. و في
لحظة التردد تلك, ينفث التنين ناراً و يحرق يده اليمنى. و ينظر إلى الأعلى في إرتباك و يرى أميرته
تلوح له من نافدة القلعة.
فتصرخ بصوت مرتفع :"إستعمل السم, الأنشوطة لا تنفع". و ترمي اليه السم,فيصبه في فم
التنين . و يبتهج الجميع و يحتفلون, و لكن الفارس يشعر بالخجل.
و بعد شهر في رحلة أخرى. و حين مغادرته بسيفه, تذكره الأميرة بأن يكون منتبهاً, و يحمل
الأنشوطة و السم. إنه منزعج من إقتراحاتها و لكنه يحملها معه لأي طارئ.
و في هذه المرة يسمع في رحلته امرأة أخرى في ضيق. و حين يسرع لندائها,يتبدد إكتئابه و يشعر
بالثقة و الحيوية. و لكن حين يسحب سيفه ليقتل التنين, يتردد مرة أخرى. و يتسائل " هل
أستعمل سيفي,ام الأنشوطة, أم السم؟" "مادا يمكن أن تقول الأميرة؟".
و للحظة يكون مرتبكاً. و لكن عندها كان يشعر قبل أن يعرف الأميرة, حين كان في الأيام الخوالي
يحمل سيفه فقط. بانفجار ثقة متجددة يرمي جانباً الأنشوطة و السم و يزحف على على التنين
بسيفه الذي يثق فيه. و يقتل التنين و يبتهج أهل المدينة.
لم يعد الفارس في درعه الامع الى أميرته أبداً. و بقي في القرية الجديدة و عاش سعيداً بعد ذالك.
لقد تزوج في الحقيقة, و لكن بعد أن تأكد أن شريكته الجديدة لا تعرف شيئا عن الأنشوطة و السم.
و كما هو الحال في قصتنا عن الفارس في الدرع الامع, كثير من النساء يحاولن مساعدة رجلهن
بتحسينه و لكن دون علمهن يضعفنه أو يجرحنه.
و إدراك أن في داخل كل رجل فارسا في درع لامع ايجاز
قوي يعينك على تذكر حاجة الرجل إلى التقبل و الثقة و الاعجاب .
ربما يقدر للرجل الرعاية و المساعدة أحياناً, لكن
الكثير منها ينقص ثقته أو يطفئه.